" أَنَّ رَسُولَ اللّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم -كَانَ إِذَا صَلَّى فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ "
السجود فيه عِدَّة سُنن
1. يُسَنُّ للساجد أن يجافي عضديه عن جنبه , وبطنه عن فخذيه .
لحديث عبد الله بن بحينة - رضي الله عنه - :
رواه البخاري برقم (390) , رواه مسلم برقم (495)،
وحديث ميمونة - رضي الله عنها - قالت :
" كَانَ النَّبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إِذَا سَجَدَ ، لَوْ شَاءَتْ بَهْمَةٌ (و البَهْمَة : واحدة البَهَم ، وهي أولاد الغنم من الذكور والإناث). أَنْ تَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ لَمَرَّتْ "
رواه مسلم برقم (496) ،
وفي هذا المبالغة في التفريج بين اليدين , فالسُّنَّة التفريج بين اليدين ما لم يكن في ذلك أذية لمن حوله ,كما مضى في المجافاة في الركوع .
ومن السُّنَّة أيضاً إذا سجد المصلِّي أن يفرج بين فخذيه فلا يجمعهما , وأن لا يحمل بطنه على فخذيه , بل يباعد فخذيه عن بطنه ؛ لحديث أبي حميد - رضي الله عنه - في صِفة صلاة النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم- :
" وَإِذَا سجد فَرَّجَ بَيْنَ فَخِذَيْهِ غَيْرَ حَامِلٍ بَطْنَهُ عَلَى شَيْء مِنْ فَخِذَيْهِ"
رواه أبو داود برقم (735)
وهو سنة بإجماع أهل العلم كما نقل الشوكاني وغيره .
قال الشوكاني - رحمه الله - : "والحديث يدل على مشروعية التفريج بين الفخذين في السجود ، ورفع البطن عنهما ، ولا خلاف في ذلك " انظر : نيل الأوطار (2/257 ) .
2. يُسَنّ للسَّاجد أن يستقبل بأطراف أصابع رجليه القِبْلَةَ.
لحديث أبي حميد - رضي الله عنهما - أنه قال :
" أنا أحفظكم لصلاة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ، وفيه : " فإذا سَجدَ وضعَ يدَيهِ غيرَ مُفتَرِشٍ ولا قابضِهما ، واستقبَلَ بأَطرافِ أصابعِ رجلَيهِ القِبلةَ "
رواه البخاري برقم (828).
وأمَّا أصابع اليدين أثناء السجود فالسُّنَّة أن تكون مضمومة ويجعل يديه مستقبلة القبلة ؛ لِمَا ثبت عن ابن عمر - رضي الله عنهما - في موطأ الإمام مالك (انظر : موطأ مالك), وأيضاً في مصنَّف ابن أبي شيبة عن حفص بن عاصم - رضي الله عنه - قال :
" من السُّنَّة في الصلاة أن يبسط كفيه ويضم أصابعه , ونوجههما مع جهة القِبْلة " انظر : مصنف ابن أبي شيبة (1/236),
وله شاهد من حديث وائل ابن حجر:
"أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سجد ضم أصابعه" وحسنه الهيثمي (مجمع الزوائد 2/135).
3. يُسَنُّ أن يأتي بالأذكار الواردة في السجود.
فيُسنُّ للساجد أن يأتي مع ( سبحان ربي الأعلى ) أذكاراً أخرى وردت في السجود , وممَّا ورد :
أ. " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي" رواه البخاري برقم (794) ,
رواه مسلم برقم (484) . من حديث عائشة - رضي الله عنه -.
ب. " سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ "
رواه مسلم برقم (487), من حديث عائشة - رضي الله عنه - .
ج. " اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ الله أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ "
رواه مسلم برقم (771) , من حديث علي- رضي الله عنه - .
د. " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَعَلاَنِيَتَهُ وَسِرَّهُ "
رواه مسلم برقم (483) , من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
ﻫ. "اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ , وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ , وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ , لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ , أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ".
من حديث عائشة - رضي الله عنها -
فيُسَنُّ أن يأتي بما يستطيع من هذه الأذكار في سجوده وينوِّع بينها , ومعلوم أنَّ الواجب في الركوع (سبحان ربي العظيم) مرَّة واحدة وما زاد فهو سُنَّة , وكذا في السجود الواجب قول : (سبحان ربي الأعلى ) مرَّة واحدة , وأمَّا الثانية , و الثالثة فسُنَّة .
4. يُسَنُّ الإكثار من الدعاء في السجود.
لحديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عند مسلم :
"وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ , فَقَمِنٌ -قَمِنٌ " (أي : حريٌّ أن يُستجاب له)- , أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ "
رواه مسلم برقم (479)
المقالات ذات الصلة
مقالات وموضوعات متنوعة

سُنَن في الصَّلاة
للصلاة سُنَن عديدة , نذكر منها ما يلي : أ/ السترة , ويُسَنُّ فيها ما يلي : 1. يُسَنُّ اتخاذ السترة . والسترة سُنَّة للإمام والمنفرد , وأمَّا المأموم فسترة الإمام سترة له , فاتخاذ السترة سُنَّة .
السِّواك
والسِّواك من السُّنَن المطلقة التي تُفعل في كل وقت , وكان النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يحث عليه كثيراً حتى قال : " أَكْثَرْتُ عَلَيْكُمْ فِي السِّوَاكِ " رواه البخاري برقم (888)
وقت العشاء
فيه عِدَّة أمـور : الأمر الأول : يُكره الحديث , والمجالسة بعدها. لحديث أبي بَرْزَةَ الأسْلَميِّ - رضي الله عنه - السَّابق , وفيه : " وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا , وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا ", فإن كان حديثه لحاجة فلا كراهة في ذلك.
سُنَن فيما يراه النائم
ما يراه النائم لا يخلو من ثلاث أحوال جاءت في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم: 1- رؤيا تحزين, وهي من الشيطان, ولن تضر العبد إذا امتثل آدابها وستأتي. 2- أن يرى ما حدث به نفسه قبل نومه, فليست بشيء.
السُّنَنُ الْمَوْقُوتَةِ
نقصد بالسُّنَن الموقوتة : هي السُّنَن المؤقتة بأوقات في اليوم والليلة , فهي سُنَن تُسَنُّ بأوقات معيَّنة , و قسَّمتها إلى سبعة أوقات : ما قبل الفجر , ووقت الفجر , ووقت الضُّحى , ووقت الظهر , ووقت العصر , ووقت المغرب , ووقت العشاء
سُنَنَ في السلام , و اللِّقاء , و المجالسة
1/ من السُّنَّة : إلقاء السلام . والأدلة على السُّنيَّة كثيرة مستفيضة , ومنها: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قَالَ: " حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ ", قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللّهِ ؟ قَالَ: " إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ , وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ , وَإِذَا اسْتَنْصَ...