عَنْ جُنْدَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ، فَلَا يَطْلُبَنَّكُمْ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ، يُدْرِكْهُ ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ".
مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ
الصلوات الخمسة تجديد للعهد الذي بين العبد وربه، فإذا صلى العبد صلاة اطمأن قلبه بها وشعر بالوفاء قد ملأ أعماق قلبه، وأحس بأنه أدى الأمانة وتحلل من الحق الذي قطعه على نفسه بالإسلام وطالبه الله به في هذا الوقت الذي حدده له، ثم ينخرط في عمله ويشغل بأمور دنياه فترة قصيرة من الزمن، فإذا بالمنادي يناديه حي على الصلاة حي على الفلاح، فيعود إلى ساحة الصلاة؛ ليتخفف من أوزاره ويتخلص من شواغله الدنيوية بعض الشيء، ويدخل في حرم الله تعالى مرة أخرى فيؤدي ما وجب عليه في خشوع وخضوع وتمسكن وتواضع، وهكذا يفعل في يومه وليلته، فيظل على صلة وثيقة بينه وبين ربه عز وجل، ويتعرض لرحمته ومغفرته كلما شعر بوطأة الذنوب وثقلها على قلبه، فيكون بذلك عبداً ربانياً يتقلب في رحاب العبودية حتى يلقاه.
فأي حياة هذه الحياة؟ إنها لحياة طيبة؛ طيبتها حيوية هذه المشاعر الجياشة التي تغم هذا المصلي قبل التوجه إلى الصلاة وعند الدخول فيها وعند الخروج منها؛ لأنه يكون على انتظار للتي بعدها.
إنها السعادة في أسمى مظاهرها وأرقى معانيها. إنها الروح والريحان حقاً إنها النور الذي يمشي به المؤمن في الناس. إنها الجلال والجمال والكمال.
من
واظب عليها في أوقاته وأداها بخشوع وخضوع، فقد حصن نفسه من هواجس النفس
ووساوس الشيطان، وعصمها من التقصير في حقوق الله عز وجل فلم يفرط في فرض من
فرائضه الأخرى، ولم يقترف من الفواحش والمنكرات شيئاً
{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}
(سورة العنكبوت: 45).
وإذا اقترف من الصغائر شيئاً كفرته الصلاة، فهو مغفور له أبداً ما اجتنب الكبائر.
يقول الله تعالى:
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ }
(سورة هود: 114).
والمراد بالحسنات في الآية: الصلوات الخمس على وجه الخصوص، وسائر الأعمال الصالحة على وجه العموم.
والمراد
بالسيئات: الصغائر؛ بدليل قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لم تُغَش الْكَبَائِرُ"
وهذه الوصية تدعو كل مسلم إلى المحافظة التامة على الصلوات الخمس في أوقاتها أولاً، والوفاء بعهد الله في سائر الطاعات، وتحري الحق في كل موطن، والحذر من الخيانة والغدر ما أمكن، والتطلع إلى ما عند الله من ثواب، والتوقي من غضبه وعقابه، والاعتصام به من هواجس النفس ووساوس الشيطان ونزعات الهوى، وذلك بأسلوب موجز بليغ كما هو شأنه في جميع أوامره ونواهيه؛ فقد أوتي جوامع الكلم؛ خصوصية له خصه الله بها دون سائر الأنبياء والمرسلين.
قال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ" أي في العهد الذي قطعه على نفسه وهو في صلاته؛ فإنه حين استجاب للداعي الذي دعاه إليها وأداها فإنه يكون قد عاهد خالقه ومولاه على السمع والطاعة في سائر يومه، فإذا جاءت صلاة الظهر، تذكر العهد وجدده، وهكذا في كل صلاة حتى يصبح في اليوم التالي فيفعل مثل ما يفعل.
وقوله: "فَلَا يَطْلُبَنَّكُمْ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ" فهي عن التفريط في عهد الله على الطاعة والامتثال، أي فلا تجعلوا الله يطلب منكم حقه فيما قصرتم فيه فتهلكوا؛ فإن لله حقوقاً لا ينبغي التفريط فيها أبداً ما دام العبد قادراً على الوفاء.
قال معللاً هذا النهي: "فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ، يُدْرِكْهُ ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ".
أي إنه من يثبت الله عليه خيانة في شيء من الأمانة التي تحملها يدركه. بمعنى أنه يقهره في الدنيا بنوع من العذاب، ثم يكبه يوم القيامة على وجهه في نار جهنم.
يقال: فلان أدرك فلاناً. أي تبعه حتى نال منه وغلبه.
أو بعبارة أخرى: من طلبه الله للعقوبة بسبب شيء قد قصر فيه من عهده الذي قطعه عليه وقطعه هو على نفسه، فإنه لابد أن يدرك ما أراده من عقوبته في الدنيا وهو العذاب الأصغر، الذي لا بد منه؛ لأن العاصي يشعر بالعذاب من خلال المعصية نفسها. والطائع يشعر بالثواب من خلال الطاعة نفسها.
وقد
بين الله لنا ذلك في كتابه العزيز فقال في شأن أصحاب الجنة الذين اتفقوا
فيما بينهم على أن يجنوا ثمار جنتهم من غير أن يعطوا منها مسكيناً واحداً
بعد أن حكى قصتهم:
{ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }
(سورة القلم: 33).
وقال في ثواب من آمن به وعمل صالحاً:
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
(سورة النحل: 97).
فالحياة الطيبة: هي الحياة التي يشعر فيها المؤمن بحلاوة الذكر ونشوة الطاعة، وإن عاش فقيراً معدماً.
ومرارة العذاب يعانيها من نسى ربه ونقض عهده أو فرط في شعبة من شعبه. وعهد الله: دينه.
يقول الله عز وجل:
{ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى }
(سورة طه: 123-126).
ويؤخذ من هذه الوصية الغالية ثلاث فوائد:
الأولى: ضرورة المواظبة على صلاة الصبح في وقتها؛ لأنها هي الوقت الذي يعاهد فيه ربه عز وجل على طاعته في يومه إلى غده، ثم يجدد العهد معه في اليوم الذي بعده وهكذا.
ولأن صلاة الصبح صلاة تشهدها الملائكة: ملائكة الليل وملائكة النهار، فهؤلاء يلتقون في هذه الصلاة، فيصعد ملائكة الليل بعد أن يتولى مهامهم ملائكة النهار، فإذا صعدوا سألهم ربهم عن حال عبده الذي كانوا معه وهو أعلم به وبهم؛ ليشهدهم على أنه قد غفر له. وفي إشهادهم تشريف له وتعظيم لشأنه.
وكذلك يجتمعون في صلاة العصر، فتكون صلاة العصر بداية لتجديد آخر لهذا العهد، فإذا صعد ملائكة النهار أشهدهم ربهم على أنه قد غفر له. فيكون قد شهد له بالليل والنهار عشرون ملكاً يتعاقبون على حفظه بأمر الله تبارك وتعالى.
قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"تَجْتَمِع مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، فَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، فتَصْعَد مَلَائِكَةٌ اللَّيْلِ وَتَبِيت مَلَائِكَةٌ النَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ ، فتَصْعَد مَلَائِكَةٌ النَّهَارِ، وَتَبِيت مَلَائِكَةٌ اللَّيْلِ، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُهُم: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ؛ فَاغْفِرْ لَهُمْ يَوْمَ الدِّينِ".
ودعاء الملائكة مجاب، وهم شهداء على عباده.
ولهذا سميت صلاة الفجر وصلاة العصر بالصلاة الوسطى أي الفضلى؛ لأنهما صلاتان تشهدهما الملائكة كما قلنا، والأجر فيهما مضاعف.
فقد
روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
"مَنْ صَلَّى البردين دَخَلَ الجَنَّة".
وروى
مسلم في صحيحه عن أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ عَنْ
أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ:
"لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ قَالَ الرَّجُلُ وَأَنَا أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي".
الفائدة الثانية التي تؤخذ من هذه الوصية: أن في صلاة الصبح قهر للشيطان وطرد للكسل، وتطييب للنفس، وتنشيط للبدن.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنْ اسْتَيْقَظَ، فَذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَهُ كُلَّهَا، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ.
وفي رواية ابن ماجة، قال:
"... فَيُصْبِحُ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ قَدْ أَصَابَ خَيْرًا وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَصْبَحَ كَسِلًا، خَبِيثَ النَّفْسِ لَمْ يُصِبْ خَيْرًا.
الفائدة الثالثة: أن من صلى الصبح فهو في أمان الله عز وجل وحفظه، ليس للشيطان عليه سبيل، كما يفيده قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ" لأن الذمة تعني العهد والأمان معاً.
ومن واظب على صلاة الصبح في جماعة يعرف ذلك من نفسه؛ فهو من أكثر الناس ذكراً، وأطيبهم نفساً، وأعظمهم نشاطاً، وأسرعهم إلى فعل الخيرات ولزوم الطاعات، وترى على وجهه سيما الصالحين وسماحة المتقين.
وإنك لتبصر في وجوه هؤلاء المصلين المواظبين على الصلاة في أوقاتها مع الجماعة – نوراً لا تبصره فيمن يؤخر الصلاة عن وقتها أو ينام عن صلاة الصبح.
نسأل الله الهدية والتوفيق.
المقالات ذات الصلة
مقالات وموضوعات متنوعة
اسْتَوُوا وَلَا تَخْتَلِفُوا
كان النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يعني عناية فائقة بتسوية الصفوف في الصلاة لأن الصلاة في جماعة دليل على ائتلاف القلوب وتآخيها على الإيمان، فكلما كانت الصفوف متساوية كالبنيان المرصوص كانت القلوب أشد اتفاقاً وائتلافاً على المودة والرحمة والإخلاص. فالصلاة عماد الدين وركنه الركين، وهي برهان صحة الإيمان وسلامة اليقين، فكان الاجتم...
امْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ وَأَطْعِمْ الْمِسْكِينَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ فَقَالَ: "امْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ، وَأَطْعِمْ الْمِسْكِينَ". وفي رواية قال: "أَتُحِبُّ أَن يَلِينَ قَلْبُكَ، وَتُدرِكَ حَاجَتَكَ؟ اِرحَمِ اليَتيمَ، وَامْسَح رَأَسَهُ، وَأطعِمَهُ من طعامك – يَلِنْ قَلْبَكَ،...
اتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا
أي ما جاءكم به الرسول من ربه، فالزموه، فالأخذ في الآية معناه: اللزوم مع الفهم والإخلاص في الامتثال. وما نهاكم عن قوله وفعله، فاحذروه وكفوا عنه؛ فهو من تتمة الامتثال، فالطاعة تتمثل في الاتباع التام في هذه وذاك.
لَا يَحْقِرْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَحْقِرْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَحْقِرُ أَحَدُنَا نَفْسَهُ؟ قَالَ يَرَى أَمْرًا لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالٌ ثُمَّ لَا يَقُولُ فِيهِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَا م...
مَنْ غَشَّنا فَلَيْسَ مِنِّا
والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حليم كريم رحيم بطبعه، يدعو إلى الخير ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة المقنعة. فقد قال لهذا الرجل وأمثاله: "مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّي" أي من صدر الغش منه فليس على نهجي وسنتي،وليس هو من أحبابي، ولا تناله شفاعتي، ولا يحظى بالانتساب إلى يوم القيامة، وإن كان لم يخرج بذلك عن الإسل...
لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ
المؤمن الحق من يعرف الحق ويعرف أهله، فينصره وينصر أهله، ويدافع عنه حيثما كان، ويدعو إليه في ليله ونهاره، ويجمع قلبه عليه في حله وترحاله، ويعرف الباطل باطلاً فيجتنبه، ويدعو الناس إلى اجتنابه ويحذرهم مغبته في الدنيا وعاقبته في الآخرة، فالحق أحق أن يتبع، وليس للباطل مع الحق موضع، وليس للمبطلين على أهل الحق سبيل؛ فأهل الحق منصورون في كل مكان وزمان وإن...